بين اسم واسم جريمة، لا أتحدث من مخيلتي بل من الواقع المر الذي نراه في
المجتمع، لكن و في هذه المرة فقط ، جرائم موثق بها، لها كل الاوراق
القانونية ، ولها ألف محام يدافع عنها ، ولاترفع أي قضية خُدش عليها اسمها
الى المحكمة ، الافلام ، المسلسلات و السلسلات، هي مفردات لتهمة واحدة:
القتل العمد بسبق الاصرار و الترصد، قتل الفكر ، قتل العقل ،قتل القيم ،
قتل المبادئ، وقتل الاخلاق، و نزع الحياء من وجوه ماثلة أمام قارورة
التلفاز، وجوه ترى من الافكار ما تراه تلك الشخصيات الخيالية ، عقول
تقاعدت قبل توظيفها ، حين يتجسد الألم أمامك ، فترى ما لا تستطيع احتماله ،
ترى الرؤوس الكبرى(صغيرة لكنها تدعي الكبر) تبحث عن مخدر لعقول البشر ،
فلا تجده ، فتلطم أخاذيذها و تنهق ، وتزفر وبعد ذلك تظهر على شاشة التلفاز ،
تمثل أمامك على نشرة الاخبار ,انت متلهف ، متشوق لمعرفة أحوال البلاد
,اين وصلت الامة ، وماهي التطورات والمشاريع ، فتقول تلك الشخصية: " اننا
نحترم ذوق المشاهد ونعمل على خلق جو ممتع ومفيد فالفن يوصل مجموعة من القيم
والاخلاق ويربي الجيل على الذوق فيصبح المشاهد انسانا يعرف اختياره ، يعرف
ماذا يريد ومتى ، لاننا نسعى لمصلحة المواطن ،ولاننا نحبكم فقد خصصنا
الميزانية كذا وكذا "رقم خيالي طبعا" لنترجم لكم مجموعة من الاعمال الفنية
والدرامية لمختلف أنحاء العالم وذلك في أطار الانفتاح على الثقافة ،
(ودمتم واعين لمصدر الخطر)" الى أن تحل الطامة العظمى والكبرى بالبلد، هنا
يلبس اللاوعي ثياب الحكمة ، فتقول دقيقة فقط ، و أنى للمدخن أن يلقي
بالسجارة بعد أن ذاق حلاوتها وعرف لم المدخنون لا يعانون من المشاكل(لانهم
أصبحو خارج التغطية) ،كما السجارة ، في البداية تدخن خلسة وبعد ذلك أمام
رفقاءك وبعد ذلك أمام أقاربك ، أمام اخوتك ،أمام أبويك ، في غرفة النوم.
القيم
اندترت ، والاخلاق انقرضت ، والحياء تلاشى ،كل كلمة ذات معنى استبدلت
باختها السقيطة التي لا معنى لها ، و مجتمعنا دخل في دوامة السكر المباح (
وهل يوجد سكر مباح) ، وصاحب الهدف خدر العقول حقق جميع أهدافه ونحن لم
نستيقظ بعد
و يبقى السؤال : هل يوجد قنفذ أملس؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق