السبت، 26 يناير 2013

متفرقات

بعيون طفلة تتجول في شوارع الحياة لتكتتشف خبايا الوجود والعدم . تبحث عن ماض سيكون ....كان ، ومستقبل سيأتي أو لن يأتي ، ترتشف لفحات البرد تحت ركام شظايا الزمان ، وهي متلهفة لمعرفة سر اللغز ، والدهر لا يُحتمل . تنادي بأعلى الصوت أيها المنسي خلف السور المحطم بأحلام الصبية ، نعم ، فالاحلام تحطم المباني والصور .
تارة تبكي وتارة تضمحل أمام العجم ، لأنها لا تفهم الا لغة الوضوح وفي قاموسها لا وجود للمحتمل ، تزعم أن الركب يسير في اتجاه الريح التي استأجرتها ، ولا تدرك أن الريح متقلبة المزاج ، سريعا ما تخون الوعود والعهود .
ترى على الجدران كل الصور ، فتبتسم وهي ترى الوهم يلبس زي العسكر : ماذا يريد؟ ومن المتهم ، ولا تكاد تخطوا حتى يكبلها الجند بالسلاسل والقيود وتصيح :
لك الويل أيها الوهم من ذنب لا يغتفر ، ستفعل ما تشاء ، كيف تشاء ، ومع من تشاء ، لكن اياك ثم اياك أن تغتر بسلطتك المزعومة ، فماليس لك لن يكون لك بزي العسكر .


بلغة التحدي ، سأفرض وجودي في زحمة الحياة ، فاحزن كما تشاء ، لك كامل الوقت أن تكتئب لأنك رفضت وجودي ها هنا ، لم تدرك حينها أنك تقول لطفل لا تفعل ،و"لا" لا تستوعبها لغة الأطفال .
أنا هنا ، ولازلت هنا


في المسرح أسدل الستار عن تمثيلية حياتي ، جلست في أخر كرسي ، وجلست أنتظر المشهد الأول ، التهبت أيادي الجماهير تصفيقا ، وأنا أرى نفسي أتفوق على الموت في الثواني الأخيرة ، لأعلن الوجود . جلست أترنم قصيدتي " سجن الحياة" ، وما هي الا دقائق معدودة حتى أسدل الستار عن الفصل الأول ، فانتظرت مع الجمهور ، كل كان متلهف لمعرفة الاحداث بصيغة ابداعية ، لم أكن مهتمة ، لأنني كنت منشغلة بكتابة قصيدة "الى متى ؟" ، رفعت رأسي على مشهد : أنا والشغب وأبي ، وأنا اقول له ، أبي أنت أبي ، أنت أجمل هدية أهداها الله لي في حياتي ، فتصيح أمي من المطبخ : ياكي وانا ؟فأقول لها ، أنت حياتي كلها ، فأسير بجانب اخوتي وهم يرددون : مغيارة، أنانية ، فأقول كيف لي الا أغير على أمثالكم و أنتم أروع خلق الله ، وسامحني الله ان احتكرت حبكم كله ، فصرت أنانية .
 لم يكد المشهد الثاني ينتهي حتى انفرج قلبي وصدري ومسحت الدمع من عيني وتركت القصيد والشعر لأبحر في الصبابة ، ترنمت أغنية الوطن والاستقرار النفسي ، ومازلت كذلك حتى اسدل الستار عن المشهد الثالت ، حيث أنا أفارق أمي وأبي واخوتي لألتحق بالديار المراكشية من أجل اتمام تعليمي ، فرددت هذه المرة أغنية"we don't need education"نعم ، لاأحتاج لذلك التعليم المزور ، لكن ما العمل؟ ان كانت ثقافة المجتمع تلزمني أن أتعلم لاشيئ" ، انتهى المشهد وانا أتحسر على نطام التعليم

0 التعليقات:

إرسال تعليق