الأربعاء، 25 أبريل 2012

قنفذ أملس

بين اسم واسم جريمة، لا أتحدث من مخيلتي بل من الواقع المر الذي نراه في المجتمع، لكن و في هذه المرة فقط ، جرائم موثق بها، لها كل الاوراق القانونية ، ولها ألف محام يدافع عنها ، ولاترفع أي قضية خُدش عليها اسمها الى المحكمة ، الافلام ، المسلسلات و السلسلات، هي مفردات لتهمة واحدة: القتل العمد بسبق الاصرار و الترصد،  قتل الفكر ، قتل العقل ،قتل القيم ، قتل المبادئ، وقتل الاخلاق، و نزع الحياء من وجوه ماثلة أمام قارورة التلفاز، وجوه ترى من الافكار ما تراه تلك الشخصيات الخيالية ،  عقول تقاعدت قبل توظيفها ، حين يتجسد الألم أمامك ، فترى ما لا تستطيع احتماله ، ترى الرؤوس الكبرى(صغيرة لكنها تدعي الكبر) تبحث عن مخدر لعقول البشر ، فلا تجده ، فتلطم أخاذيذها و تنهق ، وتزفر وبعد ذلك تظهر على شاشة التلفاز ، تمثل أمامك  على نشرة الاخبار ,انت متلهف ، متشوق لمعرفة أحوال البلاد ,اين وصلت الامة ، وماهي التطورات والمشاريع ، فتقول تلك الشخصية: " اننا نحترم ذوق المشاهد ونعمل على خلق جو ممتع ومفيد فالفن يوصل مجموعة من القيم والاخلاق ويربي الجيل على الذوق فيصبح المشاهد انسانا يعرف اختياره ، يعرف ماذا يريد ومتى ، لاننا نسعى لمصلحة المواطن ،ولاننا نحبكم فقد خصصنا الميزانية كذا وكذا "رقم خيالي طبعا" لنترجم لكم مجموعة من الاعمال الفنية والدرامية  لمختلف أنحاء العالم وذلك في أطار الانفتاح على الثقافة ، (ودمتم واعين لمصدر الخطر)" الى أن تحل الطامة العظمى والكبرى بالبلد، هنا يلبس اللاوعي ثياب الحكمة ، فتقول دقيقة فقط ، و أنى للمدخن أن يلقي بالسجارة بعد أن ذاق حلاوتها وعرف لم المدخنون لا يعانون من المشاكل(لانهم أصبحو خارج التغطية)  ،كما السجارة ، في البداية تدخن خلسة وبعد ذلك أمام رفقاءك وبعد ذلك أمام أقاربك ، أمام اخوتك ،أمام أبويك ، في غرفة النوم.
القيم اندترت ، والاخلاق انقرضت ، والحياء تلاشى ،كل كلمة ذات معنى استبدلت باختها السقيطة التي لا معنى لها ، و مجتمعنا دخل في دوامة السكر المباح ( وهل يوجد سكر مباح) ، وصاحب الهدف خدر العقول حقق جميع أهدافه  ونحن لم نستيقظ بعد
و يبقى السؤال : هل يوجد قنفذ أملس؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق