الاثنين، 11 أغسطس 2014

مذكرة متشرد(5)

كنت قادرا على تغيير اعتقاداتي ...كنت قادرا على الانفطام من منديل الدوليو ، لكن المجتمع لا يعرف ذلك ..ما العمل ان كانت لدي سوابق قضائية ، أمنية ، جرائمية وأيضا مجتمعية....
همي الوحيد هو أن أمسح كل النموش على وجهي .....الوجه صفحة مقروء تحت سطورها من قبل قراء مبتدئين ومحترفين ،وحدهم الطيبون من يغظون الطرف عن قراءة الأوجه ...
سبعة جروح ملقاة على وجهي ،أهمها كان مستلق على خذ الأيسر وأصغرها كاد يسترق نظرة الى عيني من أعلى حاجبي ، عن الجروح الأخرى فهي موزعة بعشوائية السكين الذي شتمت صاحبه ذات يوم...
أنا الأن لست متشرد ....أقسم برب السماء أنني انتهيت من كل البلايا والبليات ، ومستعدة أن أطوي كل الصفحات الا صفحة وجهي ، فمسح الجرورح يلزمني أمولا كثيرة جدا....
خمس دراهم تكفيني أن أجلس في مقهى حي شعبي ....تلك التي جنيت بعد يوم كامل من الركض خلف أحذية المارة والعابرين ....
وحده الحاج الطاهر من سمح لي بالجلوس الى طاولته ومشاركته في الحديث ....عن الامي وأحزاني ...عن أحلامي ...عن مضاي ومستقبلي..وكان هو أيضا يحدثني عن نشرات الأخبار ، عن الحرب العالمية الثانية ...عن الجيش الفرنسي ....عن جيش التحرير ...عن الألغام ....عن تلك القنبلة التي فقأت عيناه وتركته بصيرا ....
عزائي الوحيد من كل هذا هو عدم تصفحه لوجهي ، لولا ذلك لما كان أنيسي وصديقي ....هو الوحيد الذي صدّقني وجعلني أصدّق أنني لست متشرد ....
شكوت له عدم قدرتي على الحصول على عمل فأرشدني الى ميكانيكي ...صديقه ...أكّد لي أنه سيعاملني جيدا ...أنه سينتشلني من أنياب الشوارع الى دفئ العائلة والأسرة المهنية ....وهكذا احترت ؟هل أُخبره حقيقة وجهي المشرط؟ هل أقول له أني كنت ذات يوم متشرد؟؟؟؟؟؟

"من مذكرة متشرد"

0 التعليقات:

إرسال تعليق