الاثنين، 11 أغسطس 2014

طيف شامي


حينها ركبت الحافلة ككل البشر ، لم تكن لدي أدنى رغبة في التحدث مع أي شخص لأنني كنت أحاكي أمعائي التي خذلتني في يوم لقاء أحبتي وأهلي ، كأنها غارت من انشغالي بالحديث واللقاء والشوق فلم تحد بدا الا وأن تفرض وجودها ،لتجبرني على العناية بها في يوم كنت سأقتص فيه من الثرثرة مع أخواتي ،تبا تبا تبــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
هاهي الان بعد أن كنت أكن كل الود لأي شخص كبير في السن ، بعد أن كانت من هواياتي المفضلة التعرف على صديقات في عمر جدتي أو تزيد ،هاهي ذي أمعائي الشريرة والغيورة تسرق مني أجمل لحظات كنت سأقضيها حديثا مطولة يحكي تفاصيلا منحوثة على وجه سيدة عجوز ارتكنت بالكرسي جانبي .
اكتفيت بالقاء السلام والتحية والتعرف الخفيف الظريف ، وعاودت الاتصال بمغص أمعائي ، عيناي تجولان بين الحين والاخر ، هي لا تبحث عن شيء ..........
لمحت من بعيد طيف شامي بأسنان مصطفة بيضاء وشعر شديد السواد.....،كان يصم سجارته بنشوة غريبة كمن يجد في الدخان حلاوة الكباب ، هكذا تابعت المشهد لألتقط صور مختلفة لعزة نفس انسان فرض وجوده في ظل سطوة السائق ، اذن ذلك الطيف الشامي ليس بسائق الحافلة؟ماهي مهنته هاهنا ؟ لباسه أنيق جدا ، بدلة محترمة توحي بأنه صاحب المحطة كلها................
فجأة ارتاد الكل الحافلة وظل هو يترقب راحة الركاب بلهجة مغربية أكاد أجزم أنها رودانية اللكنة .انتهت القصة هاهنا وانتهى المشهد بمقارنة تعامل المسؤولين مع ذلك الشخص الذي فرض وجوده ومع زميله في العمل الذي أُشبع شتما قبيحا طول مدة الرحلة .
طوت الحافلة مسافة ليست باليسيرة ، هممت بالنوم....نمت ، استيقظت ونمت مرة أخرى ، واذا بالطيف الشامي يوقظني بهدوء معلنا عن وصول الحافلة الى ..........
سألني عن حقيبتي فأشرت الى سوادها الملتحف بأناقة توحي أن ذوقي أنثوي الأصل ، أخذها وقال لي دليني على باب البيت؟......................................................................................
هههههههه، على الساعة الخامسةصباحا ......كان أقصى طموحي هو أن تتوقف الحافلة في الحومة التي أقطن بها ، لأن السائق كان غليظ التعامل مع الزبائن ، هاهو ذلك الطيف الشامي يقنعه بالتوقف وعلاوة على ذلك يوصلني الى باب البيت ، يـــــــــــــــــــــــــــــــــا سلام أي شخصية تلك
قال لي بعد أن نزلت من الحافلة ، خذي رقم هاتفي أولا ودس في يدي ورقة أصطفت فيها أرقام مكتوبة بخط واضح
رافقني فارتبكت قليلا .....كثيييرا حين قال لي وأنا أفتح باب البيت : نتي خاصك راجل يكن معاك ..... كما تفعله نقطة الكلوريدريك حين تسقط على الكلس كذلك تفاعلت تلك الكلمة مع عقلي الذي بدأ يسب ويشتم سرا :لم لا يحتاج الرجل الى انثى لترافقه ؟ ألأن أنوثتنا اللطيفة أفسحت المكان وجعلت لعنتكم الذكورية تسطوا على كل شيء حتى على أمننا وسلامتنا ؟ لسان عقلي قال كلام .......لساني ظل يحكي الصمت
بحتث عن مفتاح البيت فلم أجده ، ظننته سيمل مني ومن ارتباكي المفرط لكنه كان أرقى في التعامل فلم يرحل الا حينما فتحت باب البيت

0 التعليقات:

إرسال تعليق